https://otieu.com/4/9519667 مبابي يقود ريال مدريد لإقصاء مانشستر سيتي والتأهل لدور الـ16

مبابي يقود ريال مدريد لإقصاء مانشستر سيتي والتأهل لدور الـ16

 

مبابي… حين يتكلم المجد بلغته الخاصة!"

في أمسيات دوري الأبطال، لا يكفي أن تكون جيدًا. لا يكفي أن تمتلك خططًا محكمة، أو أسماء كبيرة، أو حتى تاريخًا مشرفًا. هناك شيء أعمق… شيء لا يظهر على ورقة المباراة أو في المؤتمرات الصحفية. هناك "روح البطولة" التي لا تسكن إلا في قلوب قلة من الفرق… وريال مدريد على رأسها.

لكن في ليلة أمس، لم تكن الروح وحدها من تكلم، بل تكلم النجم الفرنسي كيليان مبابي بثلاث لغات: المهارة، الحسم، والمجد.
ثلاثية تاريخية في شباك مانشستر سيتي، جعلت من اسم مبابي يتردّد في جنبات "سانتياغو بيرنابيو" كما لو أنه أحد أبناء مدريد منذ الطفولة، لا وافد جديد.

بداية لا تعرف الانتظار...

ما حدث في أول أربع دقائق من المباراة، ليس مجرد هدف مبكر. إنه إعلان واضح من مبابي بأنه لم يأتِ للفرجة، ولم يُقدَّم لريال مدريد ليكون نجمًا جديدًا يضاف إلى لائحة النجوم. هو جاء ليقود، ليحسم، وليحفر اسمه في ذاكرة البطولة الأغلى.

في لقطة تحمل بصمته الخاصة، استغل الفرنسي المساحات، انطلق بسرعة خاطفة، وضع الكرة بثقة في الشباك، ومن تلك اللحظة بدأت ملامح الانهيار تظهر على دفاع السيتي.

راوغهم جميعًا… وجعلهم شهودًا على المهارة

عندما جاءت الدقيقة 33، لم يكن المدافع جفارديول يدرك أنه سيكون جزءًا من لقطة ستُعاد مرارًا على شاشات العالم.
مبابي راوغ، وتسلّل بين الأقدام، وتلاعب بالتوازن، ثم سدد بقوة وثقة، ليسجل الهدف الثاني له ولفريقه، وسط ذهول لاعبي السيتي وجهازهم الفني.

كانت تلك اللحظة أشبه بكرة خيالية، لا تُلعب إلا في أحلام المراهقين، لكنها تحققت على أرض الواقع، وفي أهم مسابقة كروية للأندية.

الهاتريك… توقيع المُلهم

في الدقيقة 61، وكأن شيئًا لم يتغيّر منذ البداية… نفس العزم، نفس السرعة، نفس الحسم.
الكرة تصل إلى مبابي، وإذا بالفرنسي يراوغ ويسدد، مانحًا ريال مدريد هدفه الثالث، وثاني "هاتريك" له بقميص النادي الملكي.
الهاتريك لم يكن مجرد إحصائية. بل كان رمزًا لليلة سيظل يتذكرها جمهور مدريد طويلًا، وربما جمهور السيتي أيضًا، ولكن لأسباب مختلفة.

جوارديولا… يقرأ كل شيء إلا لغة مبابي

بيب جوارديولا، أحد أعظم العقول التدريبية في عصرنا، وجد نفسه عاجزًا أمام تلك النسخة "المتحوّلة" من ريال مدريد.
السيتي امتلك الكرة، صحيح. السيتي حاول، بلا شك.
لكن مبابي اختصر كل شيء في ثلاث لقطات، جعلت من خطط بيب مجرد أفكار على الورق.
لا فودين ولا دي بروين ولا برناردو سيلفا استطاعوا مجاراة إيقاع ريال مدريد الذي بدا وكأنه وُلد من رحم البطولة.

جونزاليس يسجل… ولكن لا عزاء للسيتي

عندما سجل جونزاليس هدفًا شرفيًا في الدقيقة 90، لم يكن هناك حتى مجال للفرحة.
النتيجة كانت محسومة، والمباراة انتهت نفسيًا قبل أن تنتهي فعليًا.
ذلك الهدف لم يكن سوى محاولة لتجميل صورة فريق خرج بخيبة أمل مريرة، رغم كل ما يملكه من نجوم واستثمارات.

الملكي… سيد هذه المسابقة

من الصعب أن تتكلم عن ريال مدريد في دوري الأبطال دون أن تذكر كلمتين: الهيبة والتاريخ.
الميرينغي أثبت مرة أخرى أنه لا يحتاج للكثير من الوقت كي "يُخرِج أنيابه"، وأن وجوده في البطولة وحده كافٍ لزرع الرهبة في نفوس خصومه.

الفريق الإسباني، بقيادة أنشيلوتي، يقدم نموذجًا مختلفًا لكرة القدم. لا هو جنون كلوب، ولا هو تعقيد بيب، بل هو مزيج من الصبر والثقة والنزعة القاتلة التي تظهر عند الضرورة.

مبابي… صفقة الموسم؟ لا، صفقة العقد

حينما وقع كيليان مبابي لريال مدريد، دار الجدل طويلًا: هل كان يستحق الانتظار؟ هل سيقدم ما يُنتظر منه؟
لكن كل تلك الأسئلة سقطت في ليلة واحدة، بثلاثة أهداف، وبأداء لا يُقدّر بثمن.
الفتى الفرنسي لم يكن فقط المهاجم الذي يسجل، بل كان القائد، والمحرك، و"الجلاد" الذي أعاد كتابة فصول المواجهة مع السيتي.

صدى الجماهير… ورجفة المنافسين

بعد صافرة النهاية، دوّى اسم مبابي في المدرجات، وهتف الجمهور بحماسة لا توصف.
وفي المقابل، لا شك أن خصوم ريال مدريد الآن يشعرون بالقلق، فهم لا يواجهون فقط فريقًا معتادًا على منصات التتويج، بل أصبحوا يواجهون "وحشًا جديدًا" يُدعى مبابي.

عندما تملك مهاجمًا مثل مبابي، وتدربه عقلية مثل أنشيلوتي، وتدعمه جماهير مثل التي في مدريد، وتلبسه قميصًا كُتب عليه "ملك أوروبا"… فلا عجب أن تكون النتيجة إقصاء حامل اللقب، وتحطيم آمال السيتي، وإشعال طريق المجد من جديد.

مبابي لم يقُل كلمته الأخيرة بعد… هذه كانت مجرد بداية، وعلى البقية أن يستعدوا.